1 وقالَ الرّبُّ: «في ذلِكَ الزَّمانِ يَنبُشونَ عِظامَ مُلوكِ يَهوذا ورؤسائِها وكَهنَتِها وأنبـيائِها وعِظامَ سُكَّانِ أورُشليمَ مِنْ قُبورِهِم 2 ويَنشُرونَها تُجاهَ الشَّمسِ والقمَرِ وكُلِّ نُجومِ السَّماءِ الّتي أحَبُّوها وعبَدوها واتَّبَعوها واستَشاروها وسَجَدوا لها، فلا تُجمَعُ ولا تُدفَنُ وتكونُ زِبْلا على وجهِ الأرضِ. 3 وتُفَضِّلُ الموتَ على الحياةِ جميعُ البقيَّةِ الباقيةِ مِنْ هذِهِ العَشيرةِ الشِّرِّيرةِ في جميعِ الأماكِنِ الّتي هَزَمْتُهُم إليها يقولُ الرّبُّ القديرُ.
الخطيئة والعقاب
(ار 6:12-15)4 وقالَ الرّبُّ: «تقولُ لهُم: أيسقُطونَ ولا يَنهَضونَ. يرتَدُّونَ عنِّي ولا يَتوبونَ؟ 5 ما بالُ شعبِ أورُشليمَ هذا يُصرُّونَ على ارتِدادِهِم وهُم يتَمَسَّكونَ بالغُرورِ ويَرفُضونَ أنْ يَتوبوا. 6 أصغَيتُ واستَمعتُ فإذا هُم يتَكَلَّمونَ بما يُنافي الحَقَّ، ولا مَنْ يَندَمُ على شَرِّهِ فيقولُ: ماذا فعَلتُ؟ بل كُلُّ واحدٍ يتَّجِهُ في سَيرِهِ كفَرَسٍ يَندَفِـعُ إلى ساحةِ القِتالِ. 7 اللَّقلَقُ في الفضاءِ يَعرِفُ مَواقِـيتَهُ واليَمامةُ والسُّنونَةُ المُزَقزِقَةُ تُراعيانِ وقتَ مَجيئِهما، وأمَّا شَعبـي فلا يَعرفونَ أحكامَ الرّبِّ.
8 «كيفَ تقولونَ: نحنُ حُكماءُ وشريعةُ الرّبِّ معَنا؟ أما تَرَونَ أنَّ قلمَ الكتبةِ الكاذِبَ حَوَّلَها إلى الكَذِبِ. 9 خَزِيَ الحُكَماءُ وخابوا وانخَدَعوا. فها هُم نَبَذوا كلامَ الرّبِّ، فماذا فيهِم مِنَ الحِكمةِ؟ 10 لذلِكَ أعطي نِساءَهُم لآخرينَ وحُقولَهُم لِلْغُزاةِ، فهُم جميعا مِنْ صغيرِهِم إلى كبـيرِهِم يَطمَعونَ بِالمَكسَبِ الخَسيسِ، ومِنَ النَّبـيِّ فيهِم إلى الكاهنِ يُمارِسونَ الكَذِبَ. 11 يُداوُونَ جِراحَ بِنْتِ شعبـي بِاستِخفافٍ ويقولونَ: سلامٌ سلامٌ! وما مِنْ سلامٍ. 12 هل يَستَحونَ إذا اقتَرَفوا رجْسا؟ كلاَّ. لا يَستَحونَ ولا يَعرِفونَ الخَجَلَ. فلذلِكَ يَسقُطونَ معَ السَّاقِطينَ، وحينَ أعاقِبُهُم يُصرَعونَ يقولُ الرّبُّ.
13 «سأُبـيدُهُم إِبادةً يقولُ الرّبُّ. فلا يكونُ عِنَبٌ في الكَرمَةِ ولا تينٌ في التِّينَةِ. حتّى الوَرَقُ يَسقُطُ، وكُلَّ ما وَهَبْتُهُ لهُم يزولُ».
14 لماذا نحنُ قُعودٌ؟ لِنَجتَمِعْ ونَدخُلِ المُدُنَ الحصينةَ ونَهلِكْ هُناكَ، لأنَّ الرّبَّ إلهَنا حكَمَ علَينا بِالهَلاكِ وسَقانا السُّمَّ لأنَّنا خَطِئنا إليهِ. 15 إنتَظَرْنا السَّلامةَ عَبَثا وأوانَ الشِّفاءِ فجاءَنا الرُّعبُ.
16 مِنْ دانَ يُسمَعُ نَخيرُ خيلِ العَدُوِّ، وعِندَ صوتِ صَهيلِ جيادِهِم تَرتَجِفُ الأرضُ. يأتونَ يأكلونَ الأرضَ بِما فيها والمدينةَ وسُكَّانَها.
17 سأُرسِلُ علَيكُم حَيَّاتٍ أراقِمَ لا يَنفَعُ فيها السِّحرُ، فتَلدَغُكُم يقولُ الرّبُّ.
18 حُزني لا شِفاءَ لَه
فقلبـي في صَدْري عليلٌ.
19 صوتُ استِغاثَةِ شعبـي
يُسمَعُ مِنْ أرضٍ بعيدةٍ:
ألا يُقيمُ الرّبُّ في صِهيَونَ؟
ألا يوجَدُ مَلِكُها فيها؟
«لِماذا أغاظوني بِمَنحوتاتِهِم،
لِماذا أسخَطوني بِالآلِهَةِ الغريـبةِ؟
20 مضى الحَصادُ وانقَضى الصَّيفُ
وخلاصُنا ما جاءَ بَعدُ.
21 على سَحْقِ شعبـي انسَحَقْتُ
حَزِنتُ واستَولى عليَّ الذُّهولُ
22 أما مِنْ بَلسَمٍ في جلعادَ؟
أما مِنْ طبـيبٍ هُناكَ
يُضَمِّدُ جِراحَ شعبـي؟
23 ليتَ رأسي مِلؤُهُ ماءٌ
وعينَيَّ يَنبوعُ دُموعٍ،
فأبكيَ نهارا وليلا
على قَتلى أبناءِ شعبـي.